بسم الله الرحمن الرحیمالمقدمة:کم یصاب المسلم الواعی، بالغثیان، وضیق الصدر، عندما نُخضِع واقع الأمة الإسلامیة- الیوم- للتأمل، والتشخیص، فینکشف له واقع متأزم مؤلم، هو الذی یطبع حال أمتنا.فهذا الشتات، وهذه الفرقة، وهذا التنابز بالألقاب، والأنساب، والمذهبیة، والطائفیة، التی تشوه صورة عقیدتنا وأمتنا، تمثل کلها هموما، تقضّ مضاجع العلماء، والحکماء، والعقلاء فی أمتنا خصوصا وهی تملک فی کتابها سبل العلاج. وکما یقول الشاعر القدیم:ومن العجائب والعجائبُ جَمّة قرب «الدواء» وما إلیه وصولکالعیس فی البیداء یقتلها الظما والماء فوق ظهورها محموللذلک باتت الحاجة ماسة إلی معالجة قضیة الحوار الذی هو موضوعنا هذا، فی محاولة لتشخیص الداء، والکشف عن الناجع من الدواء.