Islamic impact reflected in the thought of Said Ben Yosef Al-Fayyumi (Saadiah Gaon) (268-330 AH/ 882-942 AC)
General Material Designation
[Thesis]
First Statement of Responsibility
Mohamed Abdelaati Hussein
.PUBLICATION, DISTRIBUTION, ETC
Name of Publisher, Distributor, etc.
Hamad Bin Khalifa University (Qatar)
Date of Publication, Distribution, etc.
2017
PHYSICAL DESCRIPTION
Specific Material Designation and Extent of Item
109
NOTES PERTAINING TO PUBLICATION, DISTRIBUTION, ETC.
Text of Note
Place of publication: United States, Ann Arbor; ISBN=978-1-369-82368-4
DISSERTATION (THESIS) NOTE
Dissertation or thesis details and type of degree
M.A.
Discipline of degree
Islamic Studies
Body granting the degree
Hamad Bin Khalifa University (Qatar)
Text preceding or following the note
2017
SUMMARY OR ABSTRACT
Text of Note
اهتم هذا البحث بتسليط الضوء على فكر سعيد بن يوسف الفيومي (882 - 942 م)، أحد أهم مفكري الديانة اليهودية في العصر الوسيط، فاستعرض حياته وعصره وعرَّف بأهم أعماله، ودرس أبرز إسهاماته في مجالات اللغة من ترجمة ونحو ونَظم، وفي حقل التفسير والفلسفة وعلم الكلام، وكتاباته في الشعائر والعبادات، لا سيما شعيرة الصلاة، وخلص البحث إلى جملة من النتائج، أبرزها: أن سعيد بن يوسف الفيومي هو ابن الحضارة العربية الإسلامية، عاش وقت ازدهارها، ودرس علومها وآدابها، وتأثر بعلمائها ومفكريها، وهضم ذلك كله ثم عكسه على الديانة اليهودية عقيدةً وشريعةَ، وفكرًا وثقافةَ، فأسهم في تطويرها على عدة مستويات: على مستوى العقيدة وما يلزمها من تصوِّر واضح عن الإله (الواحد المُنزَّه عن التجسيم والتشبيه)، وقد استعان لتحقيق ذلك بتصور المسلمين عن إلهم، واستفاد من علومهم. فكان وهو يُفسِّر لا يتحرَّج عن استخدام مفردات وكلمات وألفاظ وأفعال ذات دلالة إسلامية من قبيل: الرحمن الرحيم، الحي القيوم، الواحد الأحد، يوم الفرقان، إمام، قبلة، يركع، يسجد.. إلخ. ولم يكتف بإيراد هذه الكلمات والأفعال مجردة من سياقها الإسلامي، وإنما نقلها ونقل معها مغزاها ودلالاتها وحمولتها الدينية، فكانت النتيجة أن أضفى على النص التوراتي قدسية مستوحاة من قدسية النص القرآني، مما أعاد للكتاب اليهودي المقدس مكانته التي فقدها لحساب التلمود. ثم رأينا الفيومي ينتقل من مستوى الإفادة من الكلمات والمفردات والأفعال إلى نطاق الإفادة من المفاهيم والمصطلحات والأفكار والمعاني الإسلامية، وذلك كي يؤسس للديانة اليهودية 'نسقا دينيا متكاملاً' كانت تحتاجه ولم يكن موجودًا من قبل رغم تاريخها الطويل. وفي معرض مسعاه هذا كان لزامًا عليه تأويل التوارة كي يحل تناقضاتها أولا ويُبسِّط معانيها بلغة متداولة ثانيًا، وحينما شرع في ذلك وجد أمامه تراثًا هائلاً من الشروح والتفاسير التي قدَّمها العلماء المسلمون، فكان أن استفاد من هذا كله، فرأيناه - على غير عادة المفسرين اليهود الذين سبقوه - يُقسَّم الموضوع الذي هو بصدد تفسيره، ويحدد محاوره وأبوابه، ويشرح المبهم من كلماته والمستغلق من معانيه، ثم - وهذا هو الأهم - يستعين بمنهج المفسرين المسلمين خاصة في توظيفهم العقل لإيضاح مقصد الوحي، كي لا يبدو ثمة تناقض بينه وبين النص، وكي لا تكون تلك النصوص غريبة عن زمانها، وكانت المحصلة أن أصبحت التوارة مصدرًا - ليس فقط لتَعبُّد اليهود - ولكن لثقافتهم الدينية أيضا. وفي هذا السياق رأينا - كما أوضح البحث - أن الفيومي قد استفاد من أهم مدرستين مزدهرتين في عصره؛ مدرسة المعتزلة ومدرسة الأشاعرة، فأخذ عنهم كثيرا من أقوالهم، واستخدم أدواتهم، وصبَّها في قالب يهودي أعاد به تجديد الديانة. فقد أخذ عن الأشاعرة تقديمهم للنص واحترامهم للعقل في آن، واعتبارهم العقل مدخلا لفهم النص. وهو أمر طبيعي لحاخام رباني مثل سعيد الفيومي قضى شطرًا كبيرًا من حياته يرد على القرَّائين الذين لم يعترفوا سوى بالتوارة وسفر يوشع بأعتبارهما المصدرين الوحيدين للفكر الديني اليهودي ولتشريع الفرائض.، فكان منهج الأشاعرة بمثابة الرافعة التي أعانته ليثبت من خلالها أن التأويل العقلي (كما بدا في التلمود) يمكن أن يكون مفيدًا في فهم النص التوراتي، ومن ثمَّ فالاثنين يكمل كل منهما الآخر. أما إفادته من مدرسة المعتزلة وشيوخها فكانت كبيرة أيضا، إذ أخذ عنهم بعض أقوالهم، وأعاد تأويلها وإسقاطها على اليهودية دينًا وتاريخًا. فأوضح البحث أنه قال مقولات قريبة مما قالوه في: المحكم والمتشابه، والأسماء والصفات والأفعال، والثواب والعقاب، والتفويض الإلهي، والعدل الإلهي، والمعرفة، وقِدَم العالم..إلخ. وقد رأينا تقاربا في الفهم بينه وبين مقولات شيوخ المعتزلة المتقدمين أمثال واصل بن عطاء، وأبي الهذيل العلاَّف، وعمرو بن بحر (الجاحظ)، والمتأخرين أمثال القاضي عبد الجبار. وخلص البحث أيضا إلى نتيجة مهمة أشرنا إليها من قبل ونؤكد عليها هنا مرة ثانية ومفادها أن سعيد بن يوسف الفيومي استفاد من الإسلام والفكر الإسلامي في تأسيس نسق ديني متكامل لليهودية لم يكن موجودًا من قبل، إذ لم يستطع التلمود رغم احتوائه على كم كبير من المسائل المتعلقة بالشعائر والشرائع وأحكام المعاملات، ورغم أنها مبوبه ومصنفة، فإن ذلك لم يوجد هذا النسق الديني الذي نتحدث عنه، ذلك لأنه خلا من إطار كلامي فلسفي متكامل عن الله والكون والخلق والنشور والبعث والحساب وما هنالك مما يعطي في العادة للأديان شكلها ويحدد سماتها، وقد فعل الفيومي ذلك لأول مرة في تاريخ اليهودية فوضع تسعة مبادئ للعقيدة اليهودية (الإله خلق العالم من العدم ـ الإيمان بوحدة الإله وعدالته ـ حرية الإرادة ـ الثواب والعقاب ـ خلود الروح ـ البعث ـ خلاص يسرائيل ـ الخلود في الآخرة ـ صفات الإله مطابقة لذاته ولا يمكن فصلها) مستفيدا في ذلك من النسق الديني الإسلامي المبني على القرآن والسنة، وقد أثر الفيومي في من جاء بعده فاستكملوا ما بدأ وبخاصة موسى بن ميمون الذي حدد العقائد اليهودية في الثلاث عشرة عقيدة المعروفة والتي كان للفيومي الفضل في تحديد أغلبها من قبل. وخلص البحث أيضا إلى أن عديد الدراسات التي أجريت من قبل في المكتبة العربية عن الفيومي أعطت انطباعًا بأنه كان خِلْوًا من الأصالة، فقرًا من الإبداع، مما حداه لمعالجة هذا النقص بالالتجاء إلى المعين الإسلامي، في حين أثبت البحث أن الرجل لم يكن كذلك، فقد
Text of Note
كان يتميز بعقل كبير، وهمِّة عالية، ومواهب متعددة في الترجمة والتفسير والتأليف الفلسفي، وأن الذي دفعه للاستعانة بالفكر الإسلامي هو سمة الانفتاح التي تميزت بها شخصيته، ورغبته الصادقة - المصاحبة بالثقة في النفس ورسوخ القدم في العلم - من الإفادة من شتى العلوم التي كانت مزدهرة في عصره، سواء كانت علوم اللغة من نحو وصرف، أو علوم الدين من تفاسير وعلم الكلام، فضلا عن المناظرات والسجالات والأطروحات الفلسفية..إلخ. هذه الشخصية المتفتحة المتمكنة من ثقافة العصر الذي عاشته جعلته ينهل من معين الفكر الإسلامي، غير هيَّابٍ أو مبالٍ لاعتراضات كبار حاخامات عصره، طالما كان ذلك مُحققًا للهدف الذي وضعه نصب عينيه وهو تطوير الديانة الهودية، وتجديد الفكر الديني اليهودي، وهو ما نجح فيه إلى حد بعيد.