مدخل:تتعدد الأسباب والدواعی التی تستوجب تکثیف العمل المشترک لإشاعة ثقافة التجدید لکل شأن من الشؤون العامة للمسلمین، ونشر أدب الحوار فی الإسلام وتعمیق مفاهیمه، وتتعاظم المسؤولیات التی یتحملها أولو العلم والرأی فی هذه الأمة، لإنجاز هذه المهمة النبیلة التی لا سبیل الى النهوض بالعالم الإسلامی وتطویر مجتمعاته وترقیة مستویات الحیاة فیه، إلا سبیل التجدید الذی لا بد من أن یطال الجوانب المختلفة والأنساق المتعددة للحیاة فی البلدان الإسلامیة، من مذاهب الاجتهاد الفقهی ومناهج الفکر الإسلامی، وأسالیب الدعوة الإسلامیة، ومن برامج التربیة والتعلیم والتکوین والتأهیل، الی النظم الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة، الى أنماط الحیاة السائدة کافة. ولابد أن ینتظم هذا العمل إطار متکامل یسع کل ضروب النشاط البشری علی جمیع المستویات من منطلق الإیمان بأن العالم الإسلامی فی أشد الحاجة الی تجدید عمیق وشامل یهدف الی إقامة البناء الحضاری علی قواعد أشد رسوخاً وأقوى ثباتاً فی التعامل مع تحدّیات العصر والمشاکل المترتبة علیها.