بسم الله الرحمن الرحیمالحمد لله خالق السموات والأرض وناصر عباده المؤمنین.والصلاة والسلام علی نبیه الأمین، قندیل الدیاجیر والهادی، بإذن ربه إلی سواء السبیل.فی هذا البحث الموضوع المطروح الصحوة الاسلامیة، الذی هو عندی بمثابة سفینة البشارة بما تعنیه السفائن من عهد نوح: أن ینتخب الله نخبة من عباده یحیی بهم موات أرضه، وینیر بهم دیاجیر أزمانه، أو هو عندی بمثابة طوق النجاة، الذی لا سبیل للأمة فی النجاة دون التمسک به والحرص علیه فی خضم أمواج الفتن و أعاصیر التهدید وزعازع الوعید.فاختیار هذا الموضوع ذی الحیویة الفائقة فی هذه الآونة ذات الحساسیة الفائقة فی حیاة أمتنا. بل والعالم أجمعه، هو اختیار ذکی، ونابض بالاحساس الوافر بالمسؤولیة، فهو إلی جانب کونه موضوعا یجمل بنا أن نولیه دائما عنایتنا دراسة و نقدا و تصویبا، فإنه یرد الیوم فی سیاق مختلف إذ تنتظم البلدان العربیة ثورات ناطقة بالتضحیة والمصداقیة، ثورات ضد الاستبداد والظلم والفساد والمحسوبیة والتبعیة المذلة لأعداء الأمة، فتعید رسم المعطیات الجغرافیة والتاریخیة فی منطقتنا وفقا لمنطق جدید فی کل مظهره وجوهره. هذه الثورات التی أکدت أنها تقوم عندما تفسد آفاق الاصلاح السیاسی بالأمة.