الإزدهار النسبي للفلسفة في الأندلس كان في أواخر القرن الخامس والسادس للهجرة، أي الزمان الذي عاش فيه ثلاثة من الفلاسفة المخضرمين - ابن باجه، ابن طفيل وابن رشد - والذين عاشوا بعد ابن سينا. في هذه الدورة يلاحظ في الأندلس وجود أربع نظريات حول آرا ابن سينا. التيار المخالف للفلسفة والذي حدد من الكتب الفلسفية ومن جملتها كتب ابن سينا بل منعها، الموافقون للفلسفة ثلاث مجموعات، البعض منهم لايعيرون ابن سينا انتباها ولايوردون اسمه في آثارهم. و مجموعة أخري تري فيه الوجه الفلسفي الذي يعطي للمكاشفات أهمية ويعتبرون هذا الأمر هو الوجه الواقعي له، وأخيرا المجموعة الثالثة يعتبرون طريقته جدلية والتي تقود الفلسفة نحو الجهة الكلامية. ابن باجه لايلتفت إليه، ابن طفيل يعتبره فيلسوفا عارفا وابن رشد يعتبره متكلما جدليا. الضغط علي الفلاسفة والتفلسف في ذلك الزمان والتقليل من إزدهار الفلسفة كان باعثا علي عدم معرفة ابن سينا بشكل دقيق.