«الأرأیتیون» مصطلح یرد أحیانا علی ألسنة الفقهاء. یقصدون هؤلاء الذین یفترضون أمورا لا تمت إلی عالم الواقع فیوسعونها بحثا وجدلا مةدرین الوقت والجهد فیما لا طائل من ورائة، قائلین أرأیت لو حدث کذا وکذا فماذا یکون حکمة، تقابلها فی کلام الأدباء والمؤرخین «المناقشات البیزنطیة» التی کان أهل بیزنطة یغرقون أنفسهم فیها، بینما العدو علی الأبواب.والذی أراة أن هذة المسألة تدخل تماما تحت رواق الأرأیتیة، فهی تناقش الاستنساخ البشری وهو أمر لم یقع وقد لا یقع، ویعتبرة البعض من باب الخیال العلمی. و مع ذلک فقد علمتنا العقود القلیلة الماضیة أن کثیرا مما یندرج تحت الخیال العلمی یتحول وفی زمن وجیز إلی حقیقة واقعة و ممارسة عادیة. و أذکر أن ذلک انسحب علی تقنیة أطفال الأنابیب لغایة أشهر قلیلة قبل میلاد الطفلة الأولی بتلک الطریقة. و من سمات عصرنا أن التقدم العلمی والتقنی یسیر بسرعة مذهلة لا یمکن أن تلحق بها التشریعات القانونیة أو الأحکام الأخلاقیة، فتولد المحدثات العلمیة فی فراغ منهما و تدخل حیز التطبیق و ما أصبح أمرا واقعا فإن من العسیر أن یصادر.