عنوان فارسی: زمینه های منجی گرایی در آیین هندو (عنوان عربی: موضوع المنجی والمنقذ فی التعالیم الهندوسیة)
جعفری ابوالقاسم
تتحدث بعض من الكتب المقدسة في الديانة الهندوسية و تعاليمها عن المنقذ الموعود و تنعته بإسم (الكلكي) و يعتقد هؤلاء بإن الكلكي هو آخر تجسيم للإله الاعلي أو الحقيقة العليا في الأرض و هو واحد من ثلاثة إلهات يؤمن بها الهندوس و يعملون علي تقديسها و يعتقدون إنه سوف يتجسد في آخر الزمان و يظهر ذلك الإله من أجل إنقاذ الدين و مساعدة المؤمنون و إنتشالهم من الوضع المأساوي الذين يمرون به ويطلق عملية تجسيد الإلهه في الأرض حسب المصطلح الهندوسي اسم (الأوتاره)، و من هنا فإن مفهوم المنقذ في التعاليم الهندوسية و مفهوم الأوتاره قد ارتبطا بعضهما مع الآخر ارتباطا وثيقا و لايمكن الإنفكاك بينهما، و هذا الإرتباط في المعني جعل بعض من المعلمين المعنويين للهندوس يسمون أنفسهم بإسم «اوتاره» و حتي أن الكثير منهم يرون إنهم هم من وعدت بهم تلك الديانة، و أخذت هذه المقالة علي عاتقها البحث والغور في التعاليم الهندوسية وذلك في مجالين المجال الأول هو علي مستوي النصوص الدينية لها والتي تبشر بمجئ المنقذ والمنجي المعين والذي يتمكن من إحياء الدين والمجال الثاني هو علي مستوي المعتقدات العامة التي إنتشرت في تلك التعاليم والتي تري بإن كل مرتاض و معلم معنوي والذي بإمكانه من الوصول الي حقيقة الإلهه و يدعي في دركها يمكن ان يكون «اوتاره» و تبغي هذه المقالة الي التوصل الي حقيقة مفادها الي ان التعاليم الهندوسية قد تنبأت بوجود منقذ موعود في آخر الزمان سوف يظهر في نهاية العصر الحالي والتي أطلقت عليه اسم (عصر الظلمة) ولاشك فإن الأشخاص الذين اسموا أنفسهم في تلك التعاليم بإسم الاوتاره و من يطلق لقب ذلك عليه قد عملوا علي تقليل من شأنية و مكانة المنقذ في الوسط الديني العام و معناه الواقعي و خلق صورة مبنية في إطارها علي اساس التزيف و قلب الحقائق.